مقدمة
النهاردة هنتكلم عن لينكس وحكاية نشأته وتطوره عبر الزمن. قبل ما نوصل للنقطة الأساسية، لازم نفهم الخلفية اللي وصلتنا للنظام ده، وليه ناس كتير – خصوصًا المبتدئين – كانت بتسأل: “ليه النظام شكله بدائي؟” أو “ليه كل حاجة معقدة ومحتاجة خطوات كتير؟” هنعرف سوا القصص والتطورات اللي حصلت على مر السنين، واللي بتربط بين الحكاوي التاريخية والأحداث اللي خلت لينكس يبقى موجود بقى النهاردة.
1. مختبرات بيل والحوامل التاريخية
في سنة 1880، سمعتوا عن اخترع التليفون؟ الحكومة الفرنسية منحت جايزة (Volt Prize) لواحد عبقري اسكتلندي – وإحنا هنا بنتكلم عن بيل (Graham Bell) اللي مع الوقت اتغيرت مسماه على مر السنين – الراجل أخد الجايزة وبعدين سافر على أمريكا.
الراجل حصل على مبلغ مالي كبير (كانت حوالي 100,000 دولار وقتها، ويمكن دلوقتي تبقى أكبر بكتير) وساب وراح يعمل معمل بحثي ضخم اتغير اسمه في الآخر لـ “Bell Labs”.
في Bell Labs حصلت اختراعات هامة في مجالات:
- الإلكترونيات والـ Radio
- الترانزستور والليزر والخلايا الضوئية
- وفي أربعينات القرن العشرين ابتدوا يظهر مجال النظريات الرياضية للاتصالات (Mathematical Theory of Communication) واللي كانت أساس في تطور علوم الحاسب.
من خلال الإنجازات العديدة في Bell Labs، بما في ذلك أبحاث عسكرية واتصالات خلال الحرب العالمية الثانية، تأسست قاعدة قوية للتطور التكنولوجي اللي متأخرش بعدها.
ثورة الترانزستور ونظام التشغيل التايم شير
في الخمسينات دخلنا مرحلة اختراع الترانزستور والثورة في الـ Semiconductor. أول خلية ضوئية (Solar Cell) اتعملت في Bell Labs والباحثين هناك كسبوا جوائز كتير.
الكلام عن نظام التشغيل بردو بيتغير، خصوصًا لما نتكلم عن فكرة Time-sharing System، اللي بتسمح لأكتر من مبرمج بالتحكم في الكمبيوتر عن بُعد (Remote Access) وتنفيذ أوامرهم في نفس الوقت.
في ستينيات القرن الماضي، بدأ يظهر أول نظام تشغيل حقيقي بيدعم فكرة التايم شير، وكان بيشتغل على الـ Mainframes اللي كانت موجودة في الشركات الكبيرة زي General Electric و IBM. ولتطبيق النظام ده على نطاق واسع، كان لازم يكون في تعاون بين شركات الهاردوير ومراكز البحوث زي MIT اللي كان ليه دور كبير في البروجكتات دي.
رحلة يونكس وظهور لغة السي
مع الزمن، بدأت الحاجة تتصغر وتتغير:
- في سنة 1969، Bell Labs قررت تعمل مشروع جديد لتطوير نظام تشغيل مبني على فكرة الـ time-sharing، واللي اتسمى Multics.
- لكن بعدين حصلت مشاكل (Assembly Language)، خصوصًا إن كل معالج (Processor Family) كان محتاج نظام خاص بيه.
عشان كده في سنة 1970، الباحثين دينس ريتشي (Dennis Ritchie) وكين تومسن (Ken Thompson) عدلوا النظام وظهرت النسخة الأولى من نظام “Unix” مكتوبة بالـ Assembly، واللي بعدين رجعوا يبنوه تاني بلغة جديدة اخترعوها – لغة السي (C Programming) – في سنة 1973. الخطوة دي كانت نقطة تحول وظبطت مسار الأنظمة لاحقًا.
البرمجيات الحرة وحركة الـ Free Software Movement
في الأربعينات والخمسينات كان في إنجازات علمية كتير في مجالات عسكرية وأبحاث الفضاء، لكن في الخمسينات كمان ظهر نظام تشغيل أساسي لأول قمر صناعي راح اسمه Sputnik System (مش بنفس الاسم اللي احنا بنعرفه النهارده).
بعد ظهور Unix، ظهرت حركات جديدة للبرمجيات الحرة، وأهمها كان لما في أمريكا سنة 1984 ريتشارد ستالمان (Richard Stallman) أعلن عن حركة “Free Software Movement”. الحركه دي كانت بترتكز على أربع حريات مهمة للسوفت وير:
- حرية التشغيل (Run the program)
- حرية الدراسة (Study the code)
- حرية التعديل (Modify the code)
- حرية المشاركة (Share the code)
ومِن هنا ظهرت فكرة ترخيص الـ GPL (GNU Public License) اللي بتضمن إن أي برنامج يستند على Free Code لازم يفضل Open Source.
مينكس ونشأة كان لكل شيء يبدأ وينشق
بعد ما UNIX بقى نظام ملكي تجاري لبعض الشركات، ظهر الرغبة في نظام تشغيل حر للجامعات والمستخدمين بشكل عام. في سنة 1987، ظهر نظام “Minix” بواسطة أندرو توتن باوم (Andrew Tanenbaum) في جامعة في أمستردام. النظام ده كان محاولة لتطبيق مبادئ يونكس على بُعد أكتر من النظم الضيقة، لكن كان ليه عيوب ومشاكل تقنية.
ريتشارد ستالمان ونشاطات حركة السوفت وير الحرة كملوا المشهد، وفي سنة 1992 بدأ مشروع GNU يطور برمجيات بديلة ومفتوحة المصدر حسب مبادئ الحريّة اللي اتكلمنا عنها.
ظهور لينكس ولينوس تورفالدز (Linux & Linus Torvalds)
اللحظة الحاسمة جيت في سنة 1991 لما لينوس تورفالدز (Linus Torvalds) – طالب من جامعة هلسنكي في فنلندا – قرر يبدأ مشروع صغير على جنب من مشروع Minix بسبب المشاكل اللي كان بيعاني منها.
• في 25 أغسطس 1991 أعلن عن المشروع في إيميل للمجموعة الجامعية، ومع مرور الشهور، في 17 سبتمبر 1991 أصدر أول نسخة من نظام التشغيل تحت رخصة الـ GPL.
• وصدر بعدها النسخة التانية واتغير اسمها رسميًا لـ “Linux”.
• لينكس بدأ يتطور بسرعة واستخدم الكود بتاع مشروع GNU والعديد من البرمجيات الحرة علشان يبقى نظام تشغيل مفتوح المصدر ومعتمد في برغم الأماكن، من أجهزة الموبايلات والـ Embedded Systems لحد الـ Supercomputers.
قصة البطريق: رمز لينكس
أما عن الرمز المشهور للينكس “Tux” – في قصص كتير بتقول إن لينوس وهو في زيارة لحديقة حيوانات في أستراليا اتعرض لحادثة مع بطريق صغير عضه، ومن هنا أتت فكرة استخدام البطريق كرمز للنظام.
في الحقيقة، في مواقع رسمية زي linuxfoundation.org وحكايات تانية اتكلمت عن الروح المشتركة والتعاون اللي بيمثله البطريق، لإنه بيرمز للدفء والمشاركة في مجتمع البرمجيات الحرة. يعني الفكرة ورا الرمز كانت تعبر عن إن كلنا لازم نساعد بعض عشان نحمي ونطور المنتجات الرقمية.
خلاصة
القصة الطويلة دي بتوضح لنا إن لينكس مش بس نظام تشغيل، لكنه نتيجة لتراكم إنجازات ومشاكل ومعارك علمية وتكنولوجية بدأت من اختراعات Bell Labs مرورًا بتطور Unix ولغة C، وكمان من روح المبادئ الحرة اللي بفرضها حركة الـ Free Software Movement.
دلوقتي لينكس موجود في كل حتة، من الغسالات الحديثة لأجهزة السيرفرات العملاقة، وكل ده نتيجة جهد مشترك لملايين المبرمجين حوالين العالم.
تصحيحات
- في بعض النقاط تم ذكر “العبقري الاسكوتلندي” مع لمحة عن بيل، ولكن في الواقع التليفون اخترعه Alexander Graham Bell – وهو سكوتلاندي الأصل – وده مفهوش تغيير في الاسم زي ما اتقال في النص.
- قصة نظام التشغيل الأول الخاص بالأقمار الصناعية والتسمية “Sputnik” اتقالت بطريقة مبسطة وغير دقيقة؛ النظام ده كان جزء من برنامج الفضاء السوفيتي.
- فيما يتعلق بقصة البطريق “Tux”: الروايات المختلفة موجودة، لكن القصة الرسمية مش بالضرورة إنها نتيجة عضة من بطريق في استراليا. دي مجرد إحدى الحكايات اللي انتشرت بين الناس.
- بعض التواريخ والأسماء اتبسطت علشان السرد الشفهي، فلازم لو هتستخدم المعلومات دي في بحث أكاديمي أو نقاش تقني تتأكد من المصادر الموثقة علشان الدقة.